مواقع هامة

شرعية شرعنة وسائل الإعلام , مجلد 6 , العدد التاسع عشر
صفحات 201 -210
المؤلفون:
د. عبد السلام أندولسي -المسئول الإعلامي لجامعة عبد المالك الساعدي بالمملكة المغربية،،،جامعة عبد المالك السعدي

الملخص:
يميز العالم الكندي "مارشال ماكلوهن" بين حقبتين أساسيتين من تاريخ البشرية، الأولى حقبة الطباعة، وقد امتدت من القرن الثامن عشر إلى غاية القرن العشرين، والثانية حقبة الإلكترونيات. وفيما أفرزت الأولى عددًا من النزاعات القومية والحركات الوطنية والديمقراطية، وولدت اعتقادًا راسخًا بضرورة التمييز بين وقتي العمل والفراغ، أوضحت الثانية مدى سيطرة الوسائل الإلكترونية على المعلومات من حيث الكمية وسرعة التدفق، وبالتالي تحول هذه الوسائل إلى آليات وأسلحة جديدة تقود المواجهات والصراعات، وتفرز قوى تنظيمية جديدة مقابل الأحزاب والنقابات، بل وتؤثر في هوية الأمم والشعوب وكينونتها.

وإذا كان يمكننا ببساطة الحديث عن السلطة فإنه يستحيل علينا الحديث عن وسائلها التي لم تعد تختزل في السجون والمعتقلات والجيش والشرطة، وإنما أيضًا في كل الوسائل الإلكترونية الحديثة التي تتحكم في مجال تدفق المعلومات، والتي أصبحت بدورها تعتلي منبر السلطة، وغايتها الأولى والوحيدة؛ هي استمالة جمهور المتلقين نحو تبني نوع محدد من الرسائل الإعلامية، ومن ثم السيطرة على عقولهم وأفكارهم، وليس بث أو تعميم أي شيء عن الحقيقة. وبقدر ما كانت مضامين هذه الرسائل قوية، اعتلت هذه الوسائل الإلكترونية مراتب متقدمة في سلم السلطة.

ولعل هذا ما جعل العالم والمفكر الفرنسي "رجيس دوبريه" يرى أنه من الضروري الاهتمام بثقافة هذه الوسائل انطلاقًا من منظور نقدي وليس وصفي، يتأسس على مبدأ نقد هذه الوسائل وآلياتها وكشف خلفياتها النظرية وأسسها اللاشعورية، ومن هنا تظهر أهمية وراهنية وشرعية العمل وفق مبادئ منهج الميديولوجيا الذي يهتم بهذه الوسائل، ويبرر ذلك التطور المتواصل والحاصل في مجال تكنلوجيا الاتصال الحديثة. بمعنى آخر؛ الحاجة الماسة إلى مبحث يرصد من جهة أولى قوة هذه الوسائل، باعتبارها وسائط وقنوات اتصال يستند عليها مبحث الميديلوجيا؛ وتعني في الوقت نفسه كل شيء؛ وليس فحسب وسائط الاتصال الحديثة، ومن جهة ثانية؛ يدرس تأثيرها ورموزها وخطابها الخفي والمعلن، ويفكك آلياتها ويبرز مضمراتها ويحلل لا شعورها.

الكلمات المفتاحية:
شرعية، وسائل الإعلام.

لغة البحث:
اللغة العربية