توظيف الدعاة للإعلام الجديد في مواجهة الفكر المتطرف
, مجلد 5
, العدد السادس عشر
صفحات 9 - 78
المؤلفون:
محمد حسني حسين محروس-مدرس مساعد العلاقات العامة،قسم العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام،جامعة الأزهر
الملخص:
تعد مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت - على اختلافها - من أكثر المواقع زيارة وإقبالا - خلال الخمس سنوات الماضية - من قِبل كافة شرائح المجتمعات قاطبة، وذلك نظرًا لما تتمتع به هذه المواقع من إمكانيات تقنية هائلة بالقدرة على إيجاد الروابط والعلاقات بين مختلف الأفراد، من خلال العوامل المشتركة بين معلوماتهم؛ وبالتالي إعادة روابط الاتصال المقطوعة، وتقوية الموجودة منها بين كافة الأفراد في كل مكان. مما لا شك فيه أن أي موجات للتشدد أو العنف أو الإرهاب أو الإسراع في التكفير إنما تنعكس سلبًا علي قضايا الوطن، وأمنه، واستقراره، ومصالحه العليا، وعلي علاقاته الدوليه من جهة أخري، حيث يصبح الخوف من انتقال عدوي التشدد هاجسًا كبيرًا لدي الأوطان والدول الآمنة المستقرة، في وقت صار العالم فيه قرية واحدة ما يحدث في شماله يؤثر في جنوبه، وما يكون في شرقه تجد صداه في غربه. ومن هنا يأتي هذا البحث محاولاً لوضع تصور حول توظيف الدعاة للإعلام الجديد أو ما يسمي "بالشبكات الاجتماعية" وتطبيق أسس التفاعل الدعوي من خلال الإنترنت والشبكات الاجتماعية، والتي يرى الباحث أن هذه الأسس تتكون من: الإقناع، والجاذبية، والثقة، والاستيعاب. وتهدف الدراسة إلي تحقيق عدة أهداف منها: 1) تسليط الضوء على توظيف الأئمة والدعاة لوسائل الإعلام الجديد في نشر ثقافة الوسطية والإعتدال بين أفراد المجتمع كافة. 2) الكشف عن دور تكنولوجيا الاتصال الحديثة في تطويعها لخدمة الدعوة. 3) تحديد أهم مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الدعاة لنشر مفاهيم الدين الصحيح. 4) قطع الطريق على أهل الباطل، وذلك بفضح أباطيلهم، وتعرية شبههم من خلال هذه الوسائل. 5) التعرف على آليات توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في التغلب على الغلو والتطرف. تنتمي الدراسة إلي البحوث الوصفية Descriptive Research التي تستهدف تقرير خصائص ظاهرة معينة أو موقف يغلب عليه صفة التحديد، وتعتمد علي جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها، وتصل عن طريق ذلك إلي إصدار تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها، وبناءً علي ذلك فإن هذه الدراسة تسعي إلي وصف وتحليل الواقع الفعلي من حيث مفهوم الإعلام الجديد والفكر المتطرف من وجهة نظر الدعاة (عينة الدراسة)، إلي جانب معرفة توظيف الدعاة للإعلام الجديد في مواجهة الفكر المتطرف.
وتعتمد هذه الدراسة علي منهج المسح Survey Methodالإعلامي، وفي إطار منهج المسح استخدم الباحث ما يلي: • مسح التراث العلمي المرتبط بمفهوم الإعلام الجديد والفكر المتطرف، والذي يُعد التعبير الأكثر استخداماً في الوقت الراهن. • استخدام الدعاة (عينة الدراسة) لشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في سبيل معرفة كيفية استخدامهم لها، وكيفية توظيف الدعاة لهذه الوسائل في مواجهة الفكر المتطرف، والرد علي الشبهات الباطلة. وعن أدوات جمع البيانات فهي الاستبيان، ومجتمع الدراسة يتحدد في الأئمة والدعاة، الموظفون في وزارة الأوقاف، أو علماء الوعظ والإرشاد بالأزهر الشريف، أو خطباء المكافأة، أو أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر. أما عن عينة الدراسة فاعتمد الباحث علي عينة عمدية (متاحة) قوامها (250) مفردة، وزعت عليهم استمارة الاستبيان يدوياً، كما تم نشرها عن طريق الشبكة العنكبوتية(الإنترنت)، والصفحة الرسمية لبعض العلماء والدعاة، واستغرقت عملية جمع البيانات ثلاثة شهور متتالية (يناير/فبراير/مارس2017م)، وبعدها قام الباحث بمختلف عمليات التحليل والتفسير. وجاءت أبرز نتائج الدراية في: 1) تستخدم عينة الدراسة شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، يوتيوب، تويتر، ياهو، جوجل....)، حيث إنها أصبحت وسائل سريعة للتواصل مع الآخرين عبر شبكاتها المختلفة. 2) جاء تعرض الدعاة (عينة الدراسة) لشبكات التواصل الاجتماعي مرتفعاً، حيث جاءت بنسبة 74.8%، مما يدل علي شدة اهتمام الدعاة للتعرض لهذه الشبكات. 3) تصدر "الفيس بوك" شبكات التواصل الاجتماعي التي يتابعها المبحوثين في المجال الدعوي، حيث بلغ المتوسط الحسابي مقدار2.7680،. 4) أن الغالبية العظمي لعينة الدراسة تقوم بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في مجال عملهم الدعوي، حيث جاءت عبارة "نعم" في الترتيب الأول بنسبة 74.8%، يليها عبارة "لا" بنسبة 25.2%.
الكلمات المفتاحية:
الدعاة، الإعلام الجديد، الفكر المتطرف.
لغة البحث:
اللغة العربية
|