مواقع هامة

رؤية مستقبلية لتطوير بحوث ومؤلفات وطرق تدريس الإعلام والتنمية , مجلد 4 , العدد العاشر
صفحات 9 - 32
المؤلفون:
ا.د. محمد علي محمد غريب-أستاذ بقسم الإعلام في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى.،قسم الإعلام،كلية العلوم الاجتماعية،جامعة أم القرى

الملخص:
يعد موضوع وسائل الإعلام والتنمية من الموضوعات المهمة التي اهتمت بها المراكز البحثية والأكاديمية داخل مصر وخارجها. ونجد أن العديد من الباحثين قد تطرق إلى هذا الموضوع من أكثر من زاوية بحثية نظراً لتشعب هذا الموضوع، وتعدد مجالاته ما بين الإعلام والتنمية السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والتعلىمية والإدارية والاقتصادية. وقد تناولته العديد من الدراسات من خلال إظهار دور التنمية في عملية التطوير المستمر داخل المجتمعات وخاصة النامية، وتأثير ذلك على عملية الإصلاح التي تسعي إليها الشعوب من خلال إكساب مواطنيها المهارات اللازمة لعملية التنمية التي تلعب فيها وسائل الإعلام الدور الرئيس والمهم. ولقد صار من الفروق الظاهرة بين المجتمعات المتخلفة والمجتمعات المتقدمة مدى توغل وشيوع وسائل الإعلام ونجاحها التأثيري في الرأي العام للمواطنين المتواصلين بوعي مع تلك الوسائل. إن شيوع الوسائل الإعلامية يتناسب طردياً مع ازدياد التنمية، وبتعبير آخر إن انتشارها وتأثيرها متناسب عكسياً مع التخلف والبعد عن الحالة التنموية. إذا فإن التنمية في حاجة لوعي جماهيري شعبي، وهذا الوعي هو من صنائع الإعلام فالإعلام هو من وسائل تحقيق التنمية. فهو آلية ضمن آليات الانتشار التنموي على المستوي الاقتصادي والبشري عامة.
وقد عرفها "على عجوة" في معناها العام بأنها " ذلك الكل المعقد من الإجراءات والعمليات المتتالية والمستمرة التي يقوم بها مجتمع ما للتحكم في اتجاه وسرعة التغيير الحضاري بهدف إشباع حاجاته أي أن التنمية هي عملية تغيير مقصودة وموجهة بهدف إشباع حاجات الإنسان" ( ).
ومن هنا يمكن أن تنطلق الدراسات المعالجة لعملية التنمية بالبحث عن المشكلات التي تجثم فوق صدور الشعوب. وخاصة النامية منها. وهي مشكلات كثيرة ومتنوعة. فعلى الصعيد الاقتصادي نجد مشكلة نقص الموارد ونقص الاستثمارات الداخلية والخارجية التي تؤدي إلى البطالة والمشكلات الاجتماعية كالزيادة السكانية التي تؤدي إلى مشكلة الإسكان ومشكلة التعلىم التي تؤدي إلى الأمية والمشكلات الصحية المتعلقة بالعلاج وتوفير الكوادر الطبية داخل المناطق الريفية والنائية، والمشكلات السياسية كالدستور والانتخابات التشريعية والمحليات.
ومحاولة البحث عن حلول لتلك المشكلات ووضعها أمام المسئولين لوضع الخطط العملية والسريعة للبدء في عملية الإصلاح والتغيير وصولا إلى التنمية المنشودة.
ونجد أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في تنمية كافة مناحي الحياة، وخاصة في ظل التطور الدائم والمستمر لوسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات وانتشار وتضاعف عدد مستخدمي وسائل الإعلام الجديدة خلال العقد الماضي بشكل سريع، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت داخل مصر 32 مليوناً و490 ألف مستخدم في يوليو 2012 بزيادة 10% عن العام السابق ( ) مما يعكس بشكل كبير مدي أهمية وسائل الإعلام في عملية التنمية، وخاصة بعد ثورة 25 يناير في مصر وما تفرضه هذه الثورة من تنمية شاملة في كافة ميادين الحياة للخروج من تلك الأزمة التي نعيشها في مصر. وأرى أن تركيز وسائل الإعلام المحلية على تنمية المجتمع المحلي طبقاً لظروف وإمكانات كل إقليم أو محافظة على حدة هو السبيل للوصول إلى التنمية الشاملة في مصر.
وتطرح هذه الدراسة رؤية مستقبلية ذات محاور ثلاثة:
أولاً: تطوير بحوث وسائل الإعلام والتنمية العربية.
ثانياً: تطوير مؤلفات الإعلام والتنمية العربية.
ثالثاً: تطوير مقرر وسائل الإعلام والتنمية.
وذلك من خلال عدة مستويات للتطوير تشمل الأجندة البحثية المستقبلية، المناهج البحثية، الأطر النظرية، توظيف نتائج البحوث والدراسات لصالح المجتمع المحلي المصري والعربي والعالمي.
ويعتمد الباحث في هذه الدراسة المقترحة لتطوير بحوث ومؤلفات وتدريس الإعلام والتنمية على المنهج العلمي في مراجعة وتحليل بعض بحوث الإعلام والتنمية العربية والأجنبية خلال العقد الأخير 2002-2012، ومراجعة وتحليل بعض مؤلفات الإعلام والتنمية العربية والأجنبية التي أجريت منذ 1992 وحتى الآن، وذلك لقلة المؤلفات في هذه الفترة مع مراجعة محتوى مقرر الإعلام والتنمية في مرحلة الليسانس بقسم الإعلام بكلية الآداب – جامعة الزقازيق ووضعه في لائحة التدريس بالقسم.

الكلمات المفتاحية:
الرؤية المستقبلية ، طرق تدريس الإعلام ، التنمية.

لغة البحث:
اللغة العربية