ظاهرة الإعلام الجديد وتأثيرها على الأمن القومي
, مجلد 3
, العدد الثامن
صفحات 139 - 178
المؤلفون:
د. حمدي بشير محمد علي -باحث في الشئون السياسية العربية،،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة
الملخص:
تشهد المنطقة العربية في الوقت الراهن مع انتشار وتطور وسائل التواصل الاجتماعى تحديات أمنية فى غاية الخطورة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بشكل لم تعهده من قبل، إذ ازدادت معدلات الجريمة الإلكترونية واتسعت دوائرها، واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية وتجنيد الشباب العربي، وإطلاق الحرب النفسية لترهيب الناس وزعزعة الأمن والاستقرار وصولاً لتنفيذ مآربهم المتطرفة وأهداف الجهات التي تقف خلفهم. ولهذا أصبحت ظاهرة الاعلام الجديد محط أنظار المراكز البحثية والدوائر الحكومية والمراكز الأمنية، لدراسة العوامل التى أثرت فى تطورها، وآثارها على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسى والأمنى، والتعرف على التحديات والتهديدات الأمنية التى تمثلها بالنسبة للاستقرار الوطنى والقومى، وخاصة إذا كانت هذه الوسيلة تتيح التواصل عبر الحدود الوطنية واختراق المجال الوطنى للدولة. وفى هذا الإطار تهتم هذه الدراسة بدراسة تأثير تكنولوجيا الإعلام الجديد على الأمن القومى ومجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك من منظور استراتيجي أمنى، والتعرف على الفرص والآفاق التى يتيحها الإعلام الجديد بالنسبة للأجهزة الأمنية ودوائر صنع القرار، بهدف الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة فى مواجهة تحدياتها بناء على التعرف على خصائصها وأطوار نموها وتداخلها مع الظواهر المختلفة، لأن التعرف على هذه الظاهرة وآثارها بلا شك يتيح للحكومات كيفية الاستفادة منها ووضع الحلول الملائمة لآثارها بناء على التشخيص العلمي السليم لها. ومع تنامى هذه التهديدات ، تحرص الدول على البحث عن أفضل الفرص المناسبة لضمان تحقيق الأمن، الذى يعتبر هو الهاجس الأول والأخير للدول والشعوب، وهو الركيزة الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها أو التقليل من شأنها ، فانعدام الأمن يعنى انتشار الفوضى، ومن هنا فقد أصبح تحديد تأثير الاعلام الجديد على الأمن القومى مطلباً علمياً وتطبيقياً، وذلك لترشيد دور الاعلام لتدعيم الأمن الوطنى لكل دولة بشكل يضمن حماية مصالحها فى الداخل والخارج و يراعى الخصوصية الثقافية لها.
1- مشكلة البحث: تثير عملية التطور المستمر فى تكنولوجيا المعلومات الهاجس الأمنى لدى العديد من الدول، لأن تأثير هذه التقنيات الجديدة على أمن الدول فى تزايد مستمر، وخاصة على المجالات العسكرية والأمنية، فى التخطيط العسكرى وإدارة الصراعات والحروب، وإدارة الأزمات الأمنية، ومن ثم تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة على التساؤلات التالية :- أ- ما مدى تأثير تطور تكنولوجيا المعلومات واستخدام وسائل التوصل الاجتماعي فى مفهوم الأمن القومى؟ ب- هل يمثل الاعلام الجديد تهديداً للامن القومى ؟ وما هى أهم الآثار السلبية لتطور استخدم وسائل التوصل الاجتماعى على الأمن القومى ؟ ت- كيف يمكن الاستفادة من الإعلام الجديد فى المجالات الأمنية والاستراتيجية ؟ ث- ما هى الاستراتيجية المثلى للتصدى للمخاطر والتهيدت الأمنية التى يفرضها هذا التطور ؟. ج- ما هو مستقبل الأمن القومى فى عصر تكنولوجيا المعلومات ؟ 2- - أهمية البحث: تكمن أهمية البحث فى:- أ- أهمية دراسة الإعلام الإلكتروني عموما بما يثيره من قضايا معاصرة تحظى باهتمام المراكز البحثية والأكاديمية ، اذ أنشأت له الجامعات أقسام علمية فى كليات الإعلام والمؤسسات الأمنية والشرطية والعسكرية. ب- أهمية دراسة الإعلام الجديد فى إطار اهتمام الأجهزة الأمنية بمواجهة التصدى للجريمة الالكترونية وتفادى حدوثها. ت- تزايد اهتمام الأجهزة الأمنية فى العالم العربى بدراسة ظاهرة الاعلام الجديد وكيفية الاستفادة منها، فأنشأت العديد من الأجهزة الشرطية فى العالم العربى بالفعل صفحات لها على الفيسبوك للتفاعل مع المواطنين، للرد على الشائعات وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الجمهور بهدف تحقيق الاستقرار السياسى. ث- إدراك دوائر صنع القرار لأهمية دور هذه الوسائل الجديدة، لأن تزايد معدلات الجريمة الإلكترونية يفقد المواطنين الإيمان بسلطات الدولة ودورها فى توفير بيئة آمنة. 3- منهج البحث: تسعى الدراسة من خلال استخدام المنهج الوصفى و التحليلي إلى التعرف على تأثير تطور تكنولوجيا الإعلام الجديد فى مفهوم الأمن القومى، وأهم الآثار والتهديدات الأمنية لتطور استخدام تكنولوجيا الإعلام الجديد فى الصراعات الدولية والإقليمية والداخلية، والبحث فى وضع استراتيجية مثلى للتصدى لهذه المخاطر والتهديدات الأمنية التى يفرضها هذا التطور، ومن ثم تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة مباحث رئيسية، يتناول الأول منها ظاهرة الإعلام الجديد وتأثيرها فى مفهوم الأمن القومى، والثانى يتناول تأثير ظاهرة الاعلام الجديد على الأمن القومى، والثالث يتناول استراتيجية الأمن القومى فى عصر تكنولوجيا المعلومات.
الكلمات المفتاحية:
الأمن السيبراني ، المخابرات ، الأمن القومي ، الإعلام الجديد ، الإرهاب.
لغة البحث:
اللغة العربية
|