مواقع هامة

تحليل المحتوى الرقمي حول الصراع السُّوداني 2023: دراسة تحليلية لمضامين المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي على "فيسبوك" (Facebook) ومنصة "اكس" (X). , مجلد 12 , العدد الثالث والخمسون
صفحات 107-142
المؤلفون:
د. ابن عوف حسن أحمد *-أستاذ العلاقات العامة المساعد،قسم العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام والعلاقات العامة،كلية ليوا - أبو ظبي
د. رانيا الخير دفع الله-أستاذ الاتصال والإعلام المساعد،قسم العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام والعلاقات العامة،كلية ليوا - أبو ظبي

الملخص:
تناولت هذه الدراسة تحليل المحتوى الرقمي المتعلق بالصراع السوداني في عام 2023 عبر منصتي فيسبوك وإكس (تويتر سابقاً)، مع التركيز على تحليل مضامين المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وX. هدفت الدراسة إلى تحليل المحتوى الرقمي المقدم عن الصراع، رصد الأطر الإعلامية المستخدمة، قياس تأثير هذا المحتوى على اتجاهات الجمهور، وتحديد الفروق بين المنصات المختلفة في تناول الصراع.
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، مستخدمة أسلوب تحليل المضمون لعينة من 3000 منشور على فيسبوك و X خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر 2023. تم استخدام استمارة تحليل المضمون كأداة رئيسية لجمع البيانات، مع التركيز على تحليل الأطر الإعلامية، أنواع الخطاب، ومصادر المعلومات المستخدمة في تغطية الصراع.
أظهرت النتائج أن فيسبوك حظي بتفاعل أعلى مقارنة ب X، حيث بلغ متوسط التفاعل على فيسبوك 487 مقابل 193 على X. تركزت التغطية على إطار "الصراع على السلطة" بنسبة 33.30%، يليه إطار "الأزمة الإنسانية" بنسبة 22.40%. كشفت الدراسة عن انتشار اللغة العدائية في المنشورات بنسبة 39.67%، مما يعكس حدة التوتر في بداية النزاع. هيمنت المنشورات القصيرة (أقل من 50 كلمة) على المحتوى بنسبة 46.70%، مما يشير إلى تفضيل الجمهور للمعلومات الموجزة والسريعة.
أوضحت النتائج أن وسائل الإعلام الرسمية كانت المصدر الأكثر استخداماً بنسبة 30.03%، تليها شهادات شهود العيان بنسبة 21.50%، مما يعكس أهمية المصادر الرسمية والشخصية في تشكيل الرواية الإعلامية خلال النزاعات. كما كشفت الدراسة عن تذبذب في معدل النمو الشهري للمنشورات، مع انخفاض حاد في شهري أغسطس وسبتمبر، مما يشير إلى ارتباط النشر بالتطورات الميدانية للصراع.
فيما يتعلق باستراتيجيات التأثير على الرأي العام، كانت "إثارة التعاطف" و"التخويف" الأكثر استخداماً بنسب 35.77% و26.33% على التوالي، مما يؤكد على دور العواطف في توجيه الرأي العام خلال الأزمات. كما أظهرت النتائج أن القادة العسكريين كانوا الأكثر ذكراً في التغطية بنسبة 28.53%، يليهم السياسيون بنسبة 26.33%، مما يعكس التركيز الإعلامي على الشخصيات المؤثرة في مجريات الصراع.
بناءً على هذه النتائج، قدمت الدراسة عدة توصيات لتحسين التغطية الإعلامية للصراعات. أوصت بتطوير أطر إعلامية متوازنة تجمع بين تحليل الصراع وإبراز الجوانب الإنسانية، مع التأكيد على ضرورة تدريب الصحفيين على استخدام أطر متنوعة لتقديم صورة شاملة للنزاع. كما اقترحت تبني استراتيجيات اتصالية تجمع بين الخطاب العاطفي والعقلاني لتحقيق توازن في التأثير على الجمهور.
أكدت الدراسة على أهمية تطوير مهارات صياغة المحتوى الرقمي، مع التركيز على الإيجاز دون الإخلال بالمعنى. كما أوصت بإنشاء فريق متخصص لإدارة الأزمات الإعلامية، يكون قادراً على التعامل السريع مع التغيرات في الأحداث السياسية والتطورات الميدانية. شددت الدراسة على ضرورة تعزيز الوعي بتأثير اللغة على الصراع، مقترحة تطوير دليل إرشادي للغة المسؤولة في تغطية النزاعات، وتنظيم ورش عمل دورية حول استخدام اللغة البناءة التي تساهم في الحوار وبناء السلام.

الكلمات المفتاحية:
المحتوى الرقمي، الصراع السودان، وسائل التواصل الإجتماعي، فيسبوك، تويتر (X)، الأطر الإعلامية، اتجاهات الجمهور، تحليل المضمون، الخطاب الإعلامي، الأزمة الإنسانية.

لغة البحث:
اللغة العربية