المناهج الدينية وانعكاساتها على الدراسات الإعلامية بجامعة الأزهر دراسة ميدانية
, مجلد 1
, العدد الأول
صفحات 89 - 129
المؤلفون:
أ.د رزق سعد عبد المعطي-أستاذ الإعلام،العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام والألسن،جامعة مصر الدولية
الملخص:
نعيش الآن عصرا تدفقت فيه المعلومات والمعرفة الإنسانية في مختلف الميادين الفكرية، وتوثقت العلاقة بين الخضم الهائل من الانتصارات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي أصبحت تصوغ حياة البشر، وترسم معالم المستقبل في تزايد تراكمي متنوع ومتطور بعجلة متسارعة ومعدلات فائقة، بحيث أصبح لامناص للأمم والمجتمعات سواء من بلغ منها شأنا عاليا من التقدم والازدهار، أو من دفع دفعا إلى الأخذ بأسباب التنمية الشاملة بقدر ما تسمح له إمكاناته وتتيح قدراته وأصبح العالم مقسما إلى عدة شرائح تحدد عالمها بصفة أساسية مراتب التقدم العلمي والتكنولوجي. ويعد التعليم هو السبيل الرئيسي لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وهو الدرع الواقية من الوقوع في براثن التبعية وذلك عن طريق التنمية البشرية الشاملة التي تكفل مواكبة ركب التقدم والإسهام الإيجابي في مسيرة التطور وإرساء قواعد الأمن القومي والسلام الاجتماعي والنهضة الحضارية للأمة، ومن ثم فهو في حاجة إلى أن نضعه على رأس أولويات التنمية ونوفر له كل الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. وتعتبر السياسات التعليمية المسئول الأساسي عن نجاح مسيرة التعليم والبحث العلمي، طالما واكبت المتغيرات الدولية المعاصرة وما صاحبها من تطورات تكنولوجية وثورة معلوماتية، وما ترتب عليها من انهيار معظم مفاهيم وأساليب التعليم والعمل الإداري المطبقة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وهناك علاقة طردية بين التعليم والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، فإن التقدم التكنولوجي يهيئ آفاقا جديدة للتعليم والبحث العلمي، وتتمثل ثروة الأمم حاليا في حجم وقدرة الثروة المعرفية للمجتمع بعد ما تم تصنيف دول العالم إلى دول ريادة ودول ملاحقة ودول متخلفة. وهناك من يري أن النقلة المجتمعية التي ستحدثها تكنولوجيا المعلومات ماهي في جوهرها إلا نقلة تعليمية تربوية في المقام الأول؛ فعندما تتواري أهمية الموارد الطبيعية والمادية، وتبرز المعرفة كأحد أهم مصادر القوة الاجتماعية، تصبح عملية تنمية الموارد البشرية التي تنتج هذه المعرفة وتوظفها هي العامل الأساسي والحاسم في تحديد قدر المجتمعات، وهكذا تداخلت التنمية والتربية إلى حد يصل إلى شبه الترادف وأصبح الاستثمار في مجال التربية والتعليم أكثر الاستثمارات عائدا بعد أن تبوأت صناعة البشر قمة الهرم بصفتها أهم قلاع صناعة المعلومات، وتجاوبا مع الطرح العلمي للعلاقة بين التعليم والإنتاجية، تناولت العديد من الدراسات المتخصصة الواقع التعليمي في مصر بأبعاده المختلفة، ومكوناته من معلمين، ومناهج دراسية، وطلاب ووسائل تعليمية، وغيرها، وقد تبين من خلالها أن التفكير الخطي هو السائد حتى الآن في تدريس المقررات الدراسية بالجامعات، حيث تقدم مفاهيم أو موضوعات أي مقرر منفصلة عن بعضها، بحيث تؤدي في النهاية إلى ركام معرفي هائل غير مترابط يهدف إلى مساعدة الطالب على اجتياز امتحانات تقتصر فقط علي قياس الجانب المعرفي، أما الاتجاه المنظومي في التدريس والذي يتم من خلال منظومات يتضح فيها ارتباط المفاهيم والموضوعات ببعضها البعض من خلال منظومة متكاملة؛ مما يجعل الطالب قادرا علي ربط ما سبق دراسته مع ما سوف يدرسه في أي مرحلة من مراحل الدراسة من خلال خطة محددة وواضحة لإعداده في منهج معين أو تخصص معين أمر نادر الوجود. وحيث إن الأزهر يعتبر أقدم جامعة إسلامية عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) وما زالت تمارس دورها التعليمي والفكري والثقافي حتى الآن. وكانت أساسا للنظم والتقاليد الجامعية التي عرفت بعد ذلك في الشرق والغرب، وفى عام 1872 صدر أول قانون نظامي للأزهر رسم كيفية الحصول على الشهادة العالمية وحدد موادها، وكان هذا القانون خطوة عملية في تنظيم الحياة الدراسية بالأزهر. وفي القرن التاسع عشر وفى عام 1930 صدر القانون رقم 49 الذي نظم الدراسة في الأزهر ومعاهده وكلياته ونص على أن التعليم العالي بالأزهر يشمل كليات الشريعة و كلية أصول الدين وكلية اللغة العربية. وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م تحول النظام التعليمي بالأزهر إلى النظم التعليمية الحديثة، وتوسع الأزهر في نوعيات وتخصصات التعليم والبحث العلمي للبنين والبنات على السواء، وضم إلى الكليات الشرعية والعربية كليات للطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والتربية والهندسة، والإدارة والمعاملات، واللغات والترجمة ويتلقى طلابها قدرا لا بأس به من العلوم الدينية، لتحقيق المعادلة الدراسية بينهم وبين نظرائهم في الكليات الأخرى، وإذا كانت جامعة الأزهر تضم قسمين للدراسات الإعلامية بشعبها الثلاث، أحدهما للبنين، والآخر للبنات، ففي ظل التحولات التي أعقبت ثورة 25يناير 2011 كان صدور قرار شيخ الأزهر بتحويل قسم الصحافة والاعلام بكلية اللغة العربية بالقاهرة ، إلى كلية مستقلة إداريا وأكاديميا.
الكلمات المفتاحية:
المناهج الدينية، الدراسات الإعلامية، جامعة الأزهر
لغة البحث:
اللغة العربية
|