مواقع هامة

الفضائيات الدينية العربية: دراسة ميدانية لاتجاه المشاهد المغربي , مجلد 4 , العدد الثاني عشر
صفحات 229 -248
المؤلفون:
د. عبد السلام أندلوسي -Chair of Moroccan Center for Studies and Research in the media & communication،،،المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال - المغرب

الملخص:
أفرز التكاثر البين،في عدد الفضائيات والقنوات الأرضية الدينية الإسلامية، عددا من الإشكالات العلمية الدقيقة التي بدأت تسيطر على مخيلة وتفكير الباحثين في علوم الإعلام والاتصال. وبقدر ما وجب الإقرار بأن هذا التطور إنما يعد أحد ملامح العولمة الاقتصادية، وأداة من أدوات انتشار قيمها، بقدر ما يجب الإقرار بكونه أدخل العالم،وبصفة خاصة المنطقة العربية، في خلافات سياسية ومذهبية وأخلاقية وأيضا مالية وتنظيمية.
أكثر من ذلك؛ أوجد هذا التطور وسائل وطرق جديدة لتدفق منتوج إعلامي، ظاهره إنتاج الرسائل الإعلامية وباطنه الأفكار والآراء التي تستهدف في كثير من الأحيان السيطرة على أفئدة وعقول الناس إن لم نقل تخديرها. وبات من الواضح استهداف الثوابت والخصوصيات الوطنية، وبالتالي تهديد الدولة الوطنية ومقوماتها وأسسها التي انبنت عليها، نتيجة لتأثر عملية التلقي عند مواطني الدولة الوطنية، والتي أصبحت موجهة نحو فضائيات دينية أجنبية.
ولقد لوحظ في السنوات الأخيرة، كيف أن المشاهد المغربي، وبصفة خاصة الشباب، بات يتجه نحو هذه الموجة الجديدة من الإعلام الديني، لتحصيل معلوماته الدينية. زد على ذلك، أنه في ظل انعدام حس تواصلي لمؤسساتنا الدينية والوطنية، تبقى العديد من المؤسسات المنتمية لهذا القطاع وجودها كعدمها إن لم نقل إنها تعمق من هول الأخطار المحدقة بالهوية الثقافية، والثوابت المغربية.
وانطلاقا مما سلف ذكره، فإن هذه الدراسة تحاول تحديد ملامح الاتجاه الذي يستهوي المشاهد المغربي لتلقي معلوماته الدينية، مع معرفة طبيعة هذا الاتجاه هل هو إيجابي أم سلبي ومدى تأثير ذلك على الخصوصيات الوطنية التي تميز بها نموذج الإسلام المغربي المتشبع بمرجعية إمارة المؤمنين والمذهب المالكي السني، والعقيدة الأشعرية، من خلال تأثر المشاهد المغربي، بالخصوص، بعدد من شيوخ الفضائيات الدينية من مرجعيات دعوية عالمية لا تؤمن بأسس ومقومات ومرجعيات الدولة الوطنية، مقابل عدم الاهتمام بالقنوات الدينية الوطنية، على الرغم من أن معطيات "ماروك ميتري" (المؤسسة المغربية المختصة في قياس نسب المشاهدة والاستماع في التلفزيون والإذاعة المغربيين) تشير – مثلا - إلى أن إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، في طليعة القنوات الإذاعية التي تستهوي المستمع المغربي ( المستمع وليس المشاهد).
وتقدم هذه الدراسة مجموعة من التوصيات والاقتراحات ذات أهداف متوسطة وبعيدة المدى للنهوض بمنظومة إعلامية دينية وطنية، لا تشرع لنفسها مزية وسلطة امتلاك الحقيقة، ولكنها تحاول في الوقت نفسه أن تساهم إلى جانب مؤسسات وطنية أخرى في المحافظة على الخصوصيات الوطنية كما توراثها المغاربة عن آبائهم وأجدادهم.

الكلمات المفتاحية:
الفضائيات الدينية العربية، الاتجاه، المشاهد المغربي.

لغة البحث:
اللغة العربية