دور الشائعات في التأثير على الجمهور أثناء الأزمات دراسة تطبيقية على الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير
, مجلد 3
, العدد السادس
صفحات 47 - 92
المؤلفون:
أ.م.د. محمد زين عبد الرحمن-أستاذ الصحافة المساعد،الصحافة،كلية الآداب،جامعة المنيا د. هالة توفيق الطلحاتي -مدرس العلاقات العامة والإعلان،قسم العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام والعلاقات العامة،الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات MTI
الملخص:
يعد نشر الشائعات أحد أبرز أشكال الاتصال الاجتماعي والذي يتسم بالتلقائية وعدم الرسمية ، ويعتقد خبراء الإعلام والاجتماع أن الشائعة تتطور حتى تمثل مصدراً إعلامياً موازياً يعتقد الرأي العام أنه أكثر شمولاً من مصادر الإعلام الرسمي . وتكثر الشائعات في أوقات ومناسبات متعددة، منها : 1. في أوقات الفراغ: فعندما لا يجد بعض الناس ما يشتغل به يشغل نفسه بتلقي الأخبار ونشرها دون تثبت منها. 2. عند الأحداث المستجدة: وهنا تكثر عادة الأقاويل والتحاليل ويقول من شاء ما شاء دون تثبت ولا تروٍ. 3. عند المحن والشدائد: في مثل هذه الأوقات تضعف نفوس كثيرة وتهتز أما المحنة وتنطلق الألسنة تتحدث دون حدود ولا ضوابط. 4. عند الهزائم والتراجع في المواقف: وهنا يحاول الناس التعرف على أسباب الهزيمة فتكثر الأقاويل وتتلقف الآذان كل ما يقال ويذاع كثير مما يسمع وبدون تأكد ولا تثبت. 5. عند النصر أو الشهرة لفكرة ما أو لشخص ما: وهنا تنطلق الألسن بالثناء والمديح الذي كثيراً ما يتجاوز حده وكثيراً ما ينسب للظافر من الخير ما لا يفعله بل وما لا يؤمن به أحياناً. 6. في أجواء الخلاف: وفي مثل هذه الأجواء ينشط أهل الأهواء والمرجفون لتمييع المواقف واستغلال الخلاف لتوسيع الشقة بين الأطراف المختلفة كما يحاول كل طرف في الخلاف أن يتلقف خبراً يؤيد به موقفه ويضعف به موقف الآخرين. وتتقبل النفوس في مثل هذه الأجواء كثيراً من الأخبار والشائعات دون أدنى تثبت. 7. في أجواء الظلم والاستبداد: وهنا يحاول الناس أن ينفسوا عن ضيقهم وكبتهم فتوجد الشائعات وتنتشر في الخفاء –غالباً -ويصعب التثبت في أجواء الظلم من كثير من الأخبار والأقاويل التي يتناقلها الناس. 8. في أجواء ضعف القيادات والإدارات: عندما تكون القيادة المشرفة على عمل ما ضعيفة تتسيب الأمور وتتشتت الآراء وتكثر الأقاويل ويشعر كل أحدٍ أو أكثر الناس أن من حقهم أن يقولوا بل ومن الواجب أن يسمع لهم فيكثر اللغط وتزداد الشائعات في صفوف الناس ويصعب السيطرة عليها ما لم يتغير الحال وتوجد القيادة الحكيمة القوية. 9. في المجتمعات البدائية المتخلفة: ومثل هذه المجتمعات تصدق كل ما يقال وتذيعه كخبر جديد لم تسمع به من قبل، ولعلها تحاول النهوض والتحضر بمثل ذلك. ولقد شهدت السنوات المبكرة من القرن الحالي تحولاً لدى الباحثين تجاه العلاقة الثنائية بين الإعلام والشائعة في ضوء تحول وسائل الإعلام في أحيان كثيرة إلى مصدر للشائعات في ظل الممارسات السلبية للإعلام ، فلا جدال أن الشائعات أصبحت أحد أهم أساليب الحملات النفسية المعادية من جهة كما تعكس في نفس الوقت المظهر السلبي للتعبير عن الرأي خاصة خلال الأزمات وهو الواقع الذي مرت وتمر به مصر منذ ثورة 25 يناير. كما تعتبر الشائعة من أخطر أساليب العمليات النفسية استخداماً لما لها من تأثير فعال على عواطف واتجاهات الأهداف المخاطبة لكونها تجيب على تساؤلات بأسلوب يرضي جميع الاتجاهات والآراء من جهة وتحقيق أهداف المخطط من جهة أخرى، هذا مع التأكيد على أن الشائعات بأنواعها المختلفة تستهدف في الأساس المفهوم الوجداني والمشاعر والاتجاهات والتي تشكل الركيزة الأساسية في مقومات السلوك الفردي أو الجماعي. هذا وقد لعب التطور غير المسبوق في وسائل الاتصال دوراً بارزاً وأساسياً في سرعة واتساع مدى انتشار الشائعات والذي يعتريه قدر كبير من الغموض والقصور في المعلومات والمواقف، وتنتشر الشائعات على مدى واسع من خلال كافة وسائل الاتصال (الصحف، القنوات التلفزيونية، مواقع الاتصال الاجتماعي "الانترنت"، الفيس بوك، اليوتيوب، توتير)، وتمثل فترة الأزمات باختلاف أنواعها مجالاً خصباً لانتشار الشائعات وترويجها مما لذلك آثاراً في التلاعب بعقول ومشاعر المتلقي.
مشكلة البحث وأهميتها: يتفق أساتذة وخبراء الإعلام والرأي العام والاتصال السياسي على أن وسائل الإعلام هي أبرز وسائط الخبرات غير المباشرة بالواقع الاجتماعي ، إذ أنها المسئول الأول عن بناء الواقع الاجتماعي بأحداثه وقضاياه ومشكلاته وتفاعلاته لدى الرأي العام، وثمة مخاوف من أن تتخلى وسائل الإعلام عن مسئولياتها الاجتماعية نحو المجتمع وتصبح بدورها أدوات تستخدمها الشائعات بوصفها بناءات معرفية وتفسيرية يشير اليها الرأي العام في فهم الواقع الاجتماعي ، وتشير الممارسات الإعلامية العقلية إلى وجود بعض الوسائل التي تطرح القصص والتقارير الخبرية بصورة غير واقعية معتمدة على الشائعات والتخمينات . وترجع أهمية مثل هذه الدراسات الاستكشافية إلى كونها تعتبر أحد أهم عوامل التأثير في بناء المقوم المعرفي (إدراك- وعى) العلمي السليم لدى الأفراد والمجتمع المصري، والتعرف على واحدة من أخطر مظاهر التعبير عن الرأي العام (الشائعات) والتي تتعرض لها الأفراد والمجتمع المصري في واحدة من أخطر الأزمات الاجتماعية والتي أدى تصاعدها إلى أحداث ثورة 25 يناير والعمل على التحكم فيها واحتواء تداعياتها. وفي ضوء ما سبق تتحدد المشكلة البحثية في رصد وقياس اتجاهات الرأي العام المصري نحو الشائعات التي تبث وتنشر في وسائل الإعلام خاصة الإلكترونية، ورصد أبرز الشائعات التي انتشرت في وسائل الإعلام الإلكترونية والتقليدية أثناء الثورة وما بعدها ودور تلك الشائعات في التأثير على اتجاهات الجمهور أثناء الأزمات.
الكلمات المفتاحية:
الدور، الشائعات، التأثير، الأزمات ، ثورة 25 يناير.
لغة البحث:
اللغة العربية
|